oud agarwood essential oil1263

تاريخ العود والعنبر في الثقافة العربية

يعود استخدام دهن العود والعنبر إلى آلاف السنين في المنطقة العربية، حيث ارتبطت رائحته الفاخرة بالتراث الروحي والاجتماعي. تشير المخطوطات القديمة إلى أن تجارة العود كانت أحد أركان طريق الحرير، مما جعله رمزًا للرفاهية والتواصل بين الحضارات. في الثقافة الإسلامية، يُذكر العود في العديد من الأحاديث النبوية كأحد أنواع الطيب المفضلة، مما عزز مكانته في المناسبات الدينية والاحتفالات.

أظهرت دراسة أجراها الباحث عبد الله الحميدي (2020) أن استخراج الزيت من خشب العود يعتمد على تفاعلات كيميائية معقدة تحدث عند إصابة الشجرة بالعدوى الفطرية، مما ينتج عنه رائحة عميقة ومميزة. هذه العملية الطبيعية تجعل الزيت نادرًا ومكلفًا، حيث تحتاج الشجرة إلى عشرات السنين لتكوين الكمية التجارية منه.

الفوائد الصحية لزيت العود والعنبر

يُعتبر زيت العود عنصرًا أساسيًا في الطب البديل لخصائصه المهدئة والمضادة للالتهابات. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “الطب التكميلي” (2022)، فإن المركبات الفينولية في الزيت تساعد على تقليل مستويات القلق وتحسين جودة النوم من خلال تنشيط مستقبلات السيروتونين في الدماغ. كما يستخدمه المعالجون بالروائح لتعزيز التركيز خلال ممارسات التأمل.

في مجال العناية بالبشرة، أثبتت الأبحاث التي أجرتها جامعة القاهرة (2021) أن الزيت يحتوي على مضادات أكسدة قوية تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة. يُنصح باستخدامه مخففًا لعلاج الالتهابات الجلدية الخفيفة، لكن يجب الحذر من الاستخدام المباشر دون استشارة طبية بسبب تركيزه العالي.

التحديات البيئية في إنتاج الزيت

تواجه صناعة زيت العود أزمة بيئية بسبب الاستغلال المفرط لأشجار الآغار (الأكويلاريا). تشير منظمة الفاو إلى انخفاض أعداد هذه الأشجار بنسبة 70% خلال العقدين الماضيين في دول مثل إندونيسيا وكمبوديا. أدى هذا إلى ظهور مبادرات حصاد مستدامة تعتمد على تقنيات التطعيم الصناعي لتحفيز إنتاج الراتنج دون الإضرار بالشجرة.

تعمل مختبرات التكنولوجيا الحيوية حاليًا على تطوير بدائل اصطناعية تحاكي التركيبة الكيميائية للعود الطبيعي. رغم ذلك، يصر الخبراء مثل د. خالد سعيد (مركز أبحاث العطور بدبي) على أن النكهة الاصطناعية تفتقد إلى العمق الزمني الذي يمنحه التكوين الطبيعي عبر السنوات. هذا الجدل يضع المستهلك أمام خيارات معقدة بين الحفاظ على البيئة والرغبة في الجودة الأصيلة.